كافة الحقوق محفوظة © 2021.
أحمد العساف..مات..!!…الكاتب الصحفي محمود كريشان
أحمد مات..!!
ظهيرة جنائزية موحشة، حزن، كآبة.. الجو العام على قلق.. فجأة يأتي الخبر المفجع: أحمد العساف “مات”.. لا حول ولا قوة الا بالله.. وصوت القارىء يمتد ويصعد: “وبشر الصابرين”..
في تلك اللحظات العصيبة تشكلت في قلب “عقيل” غصة حزن، وطافت مخيلته بسيل جارف من الذكريات الزرقاء، في الحل والترحال.. طلوع البلاستيك، ستاد عمان وملاعب المدينة الرياضية وحدائقها، وملحقاتها ايضا.. القاهرة، دمشق، الجزائر، ايران.. ولن ننسى الملعب البلدي في بيروت، عندما هتفنا بصوت هادر: جيشنا.. جيش الوطن، سمينا بإسم الله، نحمي الوطن والعالم.. وعيون عبدالله.. ثم تخللها بطل الأبطال الأبطال الأبطال.. يا فيصلي.. يا فيصلي..
الذكريات أصبحت تتحرك في مخيلة “عقيل” مثل الشريط الإثاري على قناة الجزيرة.. يا ابوالعساف لويش هيك؟.. يا إبن الحلال شفناك بكامل الأبهة الزرقاء، قبل أيام قليلة جدا.. إبتسامة صافية، جبهة سمراء مرفوعة دوما، بلوزة سماوي وجاكيت أزرق.. جلسنا، تحدثنا.. والابتسامه لم تفارق محياه الجميل.. كان يصفن، يتأمل، ينظر نحوي ونتذكر.. يضحك من كل قلبه.. قلت له هل تتذكر عندما وضعت معي (٥٠٠) دولار قلت لي خليهن معك أمانة لبكرا.. ولما تقابلنا في ذلك الصباح الجميل في “قاهرة المعز” بادرتك بالقول: أبشرك كريشان قد خان الأمانة، وراحن في حال سبيلهن الدولارات!.. ابتسم ملء الكون.. وقال بلهجته المحببة: عند كندرتك.. أقل من عادي..!
في تلك الأثناء ورغم “سمة البدن” كان عقيل يبتسم على ذكريات كان فارسها “احمد العساف”.. كانوا كوكبة اخرى ونحن بمعيتهم: ابوسلطان الكباريتي، نايف المعاني، امجد السعود، هاني السعود، هم الان في ضيافة المولى القدير، بعد ان تعلمنا منهم في مدرسة الفيصلي ومضاربه، والغناء القشيب له: الله الله فيصلي بطل الدوري.. بتغني لمين ولمين يا ميلاد.. مع الإعتذار من “فردوس عبدالحميد”.. واحمد الروسان ومازن ابوسيدو “دعاية الأباجورات”.. وقس على ذلك..!
العساف أحمد.. مثل ربعه الكرام.. كان “جمهرة” من الكرم والجود.. النخوة والشهامة.. واضح وضوح الشمس.. كان الفيصلي في عرفه.. كل حياته وعشقه الأبدي.. وبالطبع “اللي بجيبته مش إله”.. كساب وهاب.. شو ودي أحكي في حضور الغياب.. لا حول ولا قوة الا بالله..
المهم.. بل المهمات.. مضارب العساف مساء اليوم تحولت الى مهرجان شعبي حزين.. كيف لا والفقيد حبيب العشيرة “عاشقة الفيصلي” وحارسته.. شمغ حمراء، عيون دامعة، وجوه شاحبة تتجمل بالصبر.. المصاب جلل.. مقسم النادي لا يجيب.. أين “أبووحيد”.. ترى أحمد “مات”.. بكاء وبكاء.. هذه هي ا
“اللايذات”.. يكفينا شرها.. و: على إيه يا موت توخذ صاحبي مني.. خطيت بالرمل كان القدر مستني..
مجمل الوجع: أحمد “مات”..!