كافة الحقوق محفوظة © 2021.
وجهة نظر… دور الوزارة في استثمار طاقات الشباب
ا.د – ابراهيم بني سلامة _الجامعة الهاشمية
الشباب هم امل المجتمع في تحقيق التقدم والاصلاح من خلال برامج التربية الطموحة حيث ان الشباب يعطي ويبذل بلا حدود ودون مقابل او عائد مادي ذلك لان مرحلة الشباب تتميز بالمثالية والروح التي ترفض الاوضاع الخاطئة او الفاسدة مع ميل جارف الى التغيير نحو الافضل وهذا يجعل منه قوة لا يستهان بها كاحدى اهم ادوات التغيير الاجتماعي والتطور كما ان الشباب على المستوى البيولوجي من افضل مراحل العمر حيوية وطاقة ونشاط في حياة الانسان فهم الاكثر طموحا وهم قوة اجتماعية وقوة اقتصادية جبارة وهم الاكثر تقبلا للتغيير وهم الذين يتمتعون بحيوية دائمة وهذه جميعها متطلبات في مجال التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والادارية التي نادى بها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حيث لا تنمية شاملة دون استثمار طاقات الشباب وهذه الخصائص تجعل من الشباب عماد الامة وسندها في تحقيق التغيرات الاجتماعية والثقافية والرياضية.
ومن نافل القول ان نوضح حالة مجتمع تخلى عن شبابه وتركهم في دروب الحياة وحيدين دون مرشد او موجه لا شك ان هذا الامر يتركهم لعوامل الهدم حيث تنهش فيهم وتنال منهم ومن هنا فان القرار الحكيم باعادة وزارة الشباب والرياضة يعتبر ادراكا حقيقيا لخطورة هذا الامر لاكتشاف الاثار المبكرة له لتنطلق من مبدأ (الوقاية خير من العلاج) فدور وزارة الشباب والرياضة بات واضحا في الحفاظ على شباب الوطن وتوفير فرص عمل لهم وتدريبهم وحمايتهم من التسكع بالشوارع وخاصة ان الشباب يقضون ربع عامهم الدراسي في اجازة طويلة قد تسبب لهم الملل وبالتالي الانحراف.
واذا عدنا للوراء قليلا كنا ننادي باعداد الشباب للمستقبل ونتساءل: هل اعددنا المستقبل للشباب، لذلك انشئت وزارة الشباب والرياضة ومراكز الشباب التي تحتضنهم وتوفر لهم كافة الامكانات والمنشآت لتسير جنبا الى جنب مع اللجنة الاولمبية من خلال الاتحادات الرياضية في اعداد الابطال الرياضيين.
وكذلك الاعداد المهني المتمثل في جامعاتنا الاردنية والاهتمام ذوي الاحتياجات الخاصة استطيع القول ان وزارة الشباب والرياضة التي يقودها معالي الوزير سيكون داعم حقيقي من خلال البحث العلمي في مجالات الفراغ والترويح والعمل التطوعي وكافة الانشطة الشبابية التي تقودهم الى فكر تنويري بعيدا عن العنف والعصبية للاسهام في تحسين نوعية الحياة لافراد المجتمع لاعداد جيل من الشباب منتمي ومنتج قادر على ان يتفاعل مع المجتمع الذي يعيش فيه.
فدور وزارة الشباب والرياضة اصبح واضحاً في تعزيز اواصر الثقة بين الشباب والمؤسسات التي ينتمون اليها وتجنب السلوك الخاطئ لتكون ضمن اولويات الوزارة من خلال اللقاءات الرياضية والمحاضرات والندوات والمعسكرات الشبابية للتعبير عن ارائهم بأريحية وحرية وابداء الرأي في مختلف المجالات المتعلقة بهم وطموحاتهم المستقبلية وللوزارة دور فعال ومشترك مع كافة مؤسسات الدولة وخاصة قطاع التربية والتعليم في اقناعهم وتوجيه سلوكهم نحو العمل الجاد وادامة الحوار على اساس الاحترام المتبادل بين قطاعات الشباب المختلفة.
فالشباب المتميز المبدع الذي يتفاعل مع النشاطات التي تقدمها مؤسساتنا الشبابية والتي تعمل على صقل شخصيته وتنمية مهاراته وقدراته ليكون المرآة الحقيقية التي يعكس بها صورة اسرته ومجتمعه.
ومن هنا استطيع القول أن الاوطان لا تبنى الا على اكتاف الشباب كما قال الشاعر: (لا تقعد مكتوف اليدين تقول حاربني من الزمن ما لم يقم بالعبء انت فمن يقم به اذاً).
فبادر عزيزي الشاب بالانضمام الى بوتقة النشاطات التي تقدمها لك مؤسساتنا الوطنية لتصبح انساناً فاعلاً ولتنعم بحياة ملؤها السعادة وبناء الشخصية المتزنة.
فالمسألة ملحة ومهمة حيث لا بد من استقراء افضل السبل وانجعها لتحقيق هذا الامر مما يرتب جهوداً كبيرة على كاهل المعنيين لبلورة مجموعة من البرامج ذات الاختصاص في كافة المجالات حتى يستطيع المجتمع أن ينطلق بفاعلية ورؤى واضحة شاملة تخدم اهدافه السامية في رسم صورة المستقبل والحفاظ على كيان الوطن والتخلص من كافة المشكلات المستعصية سواء ما يتعلق منها بالفراغ او البطالة او البيئة أو الافراغ الثقافي الذي يكاد يكون سمة عامة للكثير من قطاعات الشباب في ظل ظروف التحديات الاقتصادية الصعبة ومسألة الصراع الاخلاقي بين القيم حاضرها وماضيها وبين شواهد الانفلات من اطار الثقافة الشاملة وفي اطار اعادة احياء المأثور بما يخدم الاجيال القادمة وينير لها السبل جلياً واضحاً وبما يحقق انسجاماً سامياً لمجتمعنا الطيب المبارك في وطن الخير والبركة اردننا الحبيب بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه.