إصلاح ما أفسده “كورونا” عبر إعادة الحكومة الإعتبار إلى (الصندوق الوطني لدعم الحركة الشبابية والرياضية). ريما العبادي

سراب نيوز 

تقف الحركة الشبابية والرياضية الأردنية؛ خلال الفترة المقبلة؛ أمام مرحلة تحدي جديدة؛ عقب قرار الحكومة السماح بعودة الحياة العامة إلى طبيعتها تدريجيا؛ في ضوء التحسن الملحوظ الذي طرأ على واقع تفشي وباء كورونا.
وكشف الواقع المرير الذي عاشته الرياضة الأردنية على امتداد العام الماضي 2020؛ في ظل انتشار وباء كورونا؛ عن مدى الصعوبات التي تواجه ليس برامج تطوير الألعاب الرياضية المحلية؛ إنما عدم قدرة الاتحادات الرياضية لمختلف الألعاب على تنفيذ أجندتها السنوية؛ وكذلك عدم قدرة الأندية على الوفاء بالتزاماتها تجاه فرقها الرياضية.
ليس المطلوب أن تعود النشاطات الرياضية إلى طبيعتها كما كانت عليه في مرحلة ما قبل تفشي وباء كورونا فحسب؛ لكن المطلوب أيضا دعم حقيقي من قبل الجهات المعنية (اللجنة الأولمبية الأردنية ووزارة الشباب بشكل رئيسي)؛ للخروج من المأزق الذي عاشته الرياضة الوطنية خلال العام الماضي؛ إذا ما أردنا تهيئة أفضل الظروف الممكنة؛ من أجل تحقيق هدف تطوير الرياضة الأردنية عموما.
لم تعد الميزانيات المالية التي تعتمدها اللجنة الأولمبية سنويا للإتحادات الرياضية المحلية؛ توازي طموح تلك الاتحادات في تنفيذ برامجها الفنية والتطويرية خلال العام؛ بل تذهب ميزانيات معظم تلك الاتحادات في اتجاه الصرف على مسابقاتها المحلية ومشاركتها الخارجية وأجور الأجهزة الفنية للمنتخبات والحكام والموظفين العاملين في تلك الاتحادات.
ليس المطلوب بالضرورة زيادة ميزانية كل الاتحاد الرياضية؛ إنما الحل الأكثر فعالية مستقبلا؛ هو إعادة الحكومة الإعتبار إلى (الصندوق الوطني لدعم الحركة الشبابية والرياضية).
في مرحلة زمنية سابقة؛ شكل الصندوق الوطني ملاذا وسندا للحركة الشبابية والرياضية في معالجة الأزمات الطارئة؛ حيث كانت تشرف على إدارة الصندوق عند تأسيسه هيئة مستقلة إداريا وماليا؛ وهي الفترة التي مكنت الصندوق من تنفيذ جملة مشاريع على صعيد خدمة البنية التحتية للمنشآت الرياضية؛ وغيرها من أوجه الدعم؛ قبل أن تقرر الحكومة إلغاء صفة الاستقلالية عن صندوق دعم الرياضة آنذاك؛ في إطار سياستها إعادة هيكلة مؤسسات القطاع العام؛ رغم (معارضة) مجلس النواب وقتها هذا التوجه.
وفي سياق آخر؛ وفي ظل الأزمة المالية الراهنة التي تعيشها الاتحادات والأندية؛ وهي الأزمة السابقة حتى لظروف تفشي وباء (كورونا)؛ يبرز السؤال؛ لماذا لا تعمل الاتحادات والأندية على الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي المختلفة؛ كأحدى مسارات الاستثمار؛ من أجل تحقيق عوائد مادية؛ خصوصا بالنسبة للأندية التي تتمتع بجماهيرية واسعة مثل الفيصلي والوحدات والرمثا؛ على سبيل المثال.
والحقيقة أن الأندية لم تتمكن حتى اللحظة من استثمار مواقع التواصل الاجتماعي؛ لتحقيق عوائد مادية؛ من خلال الترويج إلى برامج تلك الأندية ونشاطاتها ورؤى إداراتها المستقبلية؛ وأخبار نجوم فرقها الرياضية؛ وكافة المعلومات التي تجيب على أسئلة تدور في أذهان محبي وأنصار تلك الأندية.