كافة الحقوق محفوظة © 2021.
عزمي شاهين….”ذكرى الرحيل الأليم لوالدي الحبيب”
كتب _ عزمي شاهين…مدير عام جمعية الأيدي الواعدة
سنة تتلوها سنة تمر على رحيلك والدي الى دنيا الخلود …. أذكر قبل انتقالك بشهرين الى الديار الأبدية وقد كنت في زيارتك وأخي الحبيب موريس وكان المرض والتعب قد أخذا منك مكانا بعيدا رغبت بلهفة مشتعلة وحنين متقد ودموع فرح مرافقتنا الى كرم زيتون يجاور قرية عابود الحبيبة والأرض وعرة وغير مستوية بسبب حجارة تكسوها وتربة مخلخلة ورغم ما ألم بك من المرض وشدة الألم لا أدري والدي كيف جاءتك قوة خفية حملتك مشيا على قدميك بكل يسر بين أشجار الزيتون والفرح يتدفق من وجهك البهي والدنيا برحابتها بدت ضيقة أما ناظريك يا الهي كان هذا فرح فوق الوصف لم أرى مثيلا له . أنا أعرف والدي أن قداسة الأرض وطهر زيتونها عندك جزء من الروح لا بل الروح كلها نعم لقد أمدتك الأرض التي عشقت وزيتونها الذي أفنيت سنوات في رعايته والاعتناء به بقوة سرمدية يعجز الوصف عنها وعندها تذكرت تدفق الدمع من عينيك الحبيبتين وأنت في ضيافة الأرض التي أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على قطع زيتونها فكان ذاك اليوم يوم حداد وألم وحسرة وأنت ترى أشجار الزيتون التي زرعت ورعيت أما ناظريك جثثا هامدة لا حراك فيها وحبات زيتونها قد جفت ويبست تشكو الى المعبود من قتل أما كانت ترعاها.
رحمك الله والدي الحبيب وليكن ذكرك مؤبدا.