كافة الحقوق محفوظة © 2021.
بعيدا عن لهو الحديث .. البي بي سي تتجدد لا تغلق ؟!
الكاتب الصحفي حسين الذكر
قبل مائة عام وفي 1922تحديدا .. تم اطلاق هيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي كوسيلة مهمة للتاثير بالراي العام العالمي فضلا عن كون المؤسس والمشرع العلني والسري البريطاني الذي اسهم فعلا بالتاسيس والولادة يعلم انها من اهم الأسلحة الناعمة الاحدث ( قبل مائة عام ) لمساعدة الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس والتي خرجت منتصرة من الحرب الكونية الأولى وفي ذروة استعدادها لاخذ زمام المبادرة العالمية بالقرن الجديد ..
بعد ذاك بسنوات انطلقت وتفرعت منها إذاعة البي بي سي العربية التي تبث اخبار وبرامج في اللغة العربية وفروع تختص بلغات شرق أوسطية أخرى .. لتقود وتتحكم بالراي العام وفقا لمنهجيتها والعقلية التي تاسست من اجلها بما يصب في مصلحة الإمبراطورية وتحقيق أهدافها العالمية واستدامتها لقرون قادمة .
نشرت بعض وسائل الاعلام مؤخرا اخبارا مهمة عدها البعض صاعقة تتعلق بتوقف البي بي سي عن بث برامجها باللغة العربية تحت عنوان الازمة الاقتصادية وهذا ما تناوله بعض المحللين الرابطين والمعلليين ذلك الغلق فيما يتعلق بتداعيات كورونا وتاثير التواصل الاجتماعي الذي فرض نفسه بصورة كانت سببا رئيسيا – كما يعتقدون – أدت الى افلاس الإذاعة وتوقف برامجها وبثها العربي وبعض اللغات ألاخرى بشكل نهائي سيما ما يتعلق منها بالشرق الأوسط .
وقد كان لنا تعليق في ذلك قلنا فيه : ( في العالم الغربي المهيمن على مقدرات العالم لا يؤسسون مشاريع استراتيجية عملاقة كالبي بي سي لأغراض ربحية ظاهرة فحسب .. والأولى انهم لا يغلقون تلك المشاريع لاسباب مالية كما يعتقد البعض .. فتلك سذاجة لا يقدمون عليها بل لا توجد ضمن اجنداتهم اطلاقا .. والا لفقدوا السيطرة على العالم والتحكم بمقدراته .. اذ ان استراتيجياتهم الإعلامية تنسجم وتدور بفلك ملفاتهم وبرامجهم وخططهم السياسية البحتة التي لا يمكن ان تنفصل لاي سبب كان عن التوجهات السياسية او تبتعد عن برامجها وأهدافها ..
واذا ما انتفت الحاجة من اسلوب اعلامي معين .. استوجب تغييره كجزء من متطلبات التطور والحداثة وما ينسجم مع متغيرات السياسة واذرعها وتوجهاتها وادارتها .. وذلك التغيير عادة ما يكون مشروط بنقطتين أساسية الأولى تتعلق بعدم الإفصاح عن السبب الحقيقي للاغلاق … بل تسريب وتشجيع اخرين – بالنيابة – للتغطية على الأسباب الحقيقية وحرف الحوارات والاستنتاج بما ينسجم مع الساذجة حد الضحالة .. اما الشرط الثاني فيستوجب عدم غلق الوسيلة القديمة .. الا بعد الإفادة من كل ما يتعلق بها سيما بنظر العالم المسيطر عليه والايغال بأيهامه والمساهمه بتظليله وحلبه تماما حتى من جلدة وفضلات وعظام الوسيلة المتهاكلة الخاضعة للتغيير .. هنا تكمن عبقرية فن الإدارة والقيادة وبعد النظر والمهنية المسؤولة اتجاه بلدانهم .!