سراب سبورت
مجلة رياضية

بعيون إسرائيلية: الأسباب الأبرز لتلاشي (الدايتونية) د. أسعد عبد الرحمن

 

تتوقف المصادر العبرية (22 مصدرا على الأقل) عند “الواقع الفلسطيني المقاتل” محاولة البحث عن الأسباب التي أدت إلى فشل العقيدة العسكرية الدايتونية (الإسرائيلية/الأمريكية) و”الانتكاسة” في مخرجات “أكاديمية دايتون”، علاوة على البحث في كون هذه “الحالات المتمردة” أو “المنتفضة” قد تم (وهو الأمر الأهم) احتضانها من الجماهير (في الوطن) والفلسطينية والعربية والمسلمة وغيرها (خارج فلسطين).
وتخلص هذه القراءة الإسرائيلية إلى ستة من الأسباب البارزة التي أسهمت في تأسيس (وإمكانية توسع) هذه الظاهرة عند الجيل الفلسطيني الشاب:
أولها: الإغلاق شبه الكامل للأفق السياسي التسووي (أي، إسرائيليا، قطع الطريق على قيام الدولة الفسطينية المنشودة) الأمر الذي جعل الشعب الفلسطيني (وفي الطليعة منه هذا الجيل الجديد) يميل إلى سيناريوهات كفاحية تتجاوز “الكفاح بالمفاوضات” وبالدبلوماسية. ومفاعيل هذا الواقع السياسي وصلت إلى عناصر وكوادر في “المؤسسة الأمنية الفلسطينية” ذاتها، بحيث اختار هؤلاء – والحديث لا يزال للمحللين الإسرائيليين – طريقا “سلبيا” عبر عن نفسه بأسلوب “التأييد في القلب” للمقاومين أي دون المجاهرة بمشاعرهم ومواقفهم، وهو الحال الذي قاد بالتالي إلى مبادرتهم المتمثلة بالإحجام عن قمع المقاومين الشباب.
هذا السبب الرئيسي الأول يأتي في سياق أسباب إضافية بارزة معززة له. فإذا ما نحن أخذنا بعين الاعتبار حقيقة أن حكومة نتنياهو المجسدة لحكم أقصى اليمين، الذي يعد الفلسطينيين بوتيرة قمعية لا سابق لها في المنظومة الاحتلالية التوسعية الفاشية، والأهم هذه المرة، كونها حكومة يعلن أقطاب فيها، جهارا نهارا، عن برنامجهم الاحلالي “التطهيري” عبر سياسة “الترانسفير” القسري للفلسطينيين وإلا فالموت هو الخيار الوحيد المعروض عليهم!!! (ودائما: الموت للعرب!!) وطالما أن هذا السيناريو هو احد أقوى السيناريوهات المتداولة اسرائيليا، فإن علينا أن نتوقع مقاومة فلسطينية مقابلة لا بد من أن تحتضنها الجماهير الفلسطينية الواسعة، الأمر الذي سيفرض نفسه عندئذ مولدا انخراطا من جميع الفصائل والتشكيلات الفلسطينية في المقاومة، ولا نظن أن المؤسسة الأمنية الفلسطينية ستكون استثناءا وبالخصوص بعد تيقنهم من أن التسوية السياسية، وكذلك الدولة الفلسطينية، اللتين راهنوا عليها، قد أصبحتا في خبر كان.
وثانيها: أن حالة الإحجام عن قمع الجيل الجديد نجمت عن (وتعززت كذلك) بالمعاملة الإذلالية الممارسة من قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد القوىالأمنية الفلسطينية والمتمثلة بتخطيها وتجاوزها (أي، عمليا، إسقاط صيغ التنسيق الأمني المعتمدة) من خلال مباشرة قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحام المدن/والبلدات/ والقرى/ والمخيمات الفلسطينية، وبنهج فاشي دموي لا يراعي لا حيوات الشعب ولا كرامة الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
ثالثها:ازدياد إعجاب هذه “القطاعات” بمقاومة “الجيل الجديد” الفلسطيني حين لاحظوا وعي “الكتائب المسلحة” الفلسطينية المتمثل في عدم التعرض للأجهزة الأمنية الرسمية، لا قولا ولا فعلا … لا تحريضا ولا تخوينا، واقتصر خطابهم على مناشدة عناصر وكوادر هذه الأجهزة بالالتحام بالموقف الجماهيري المقاوم. ولا غرابة في ذلك، فهذه “الكتائب” انبثقت عن (وتضم) كوادر وأعضاء جاؤوا أساسا من حركات فتح وتعاونوا بقوة مع حركتيّ حماس والجهاد الإسلامي.
رابعها: أما التأييد الجماهيري الواسع للتشكيلات العسكرية الفلسطينية المقاتلة والجديدة، فقد جاء –وفق هذه المصادر الإسرائيلية – نتيجة الاحتلال الصهيوني و”مستوطنيه” ومقارفاتهم الفظيعة. وقد لعبت منصات التواصل الاجتماعي والجماهيري دورها في توسيع وتعزيز هذا الاحتضان الجماهيري … وكل ذلك ترك آثاره الإيجابية على تلك الشرائح (الأفراد والكوادر) الأمنية التي “تعاطفت” مع المقاومة الجديدة إما بالصمت أو بالإحجام عن محاولة ضربها. بل أن كل ذلك أدى – في عيون إسرائيلية – إلى خلق محفزات ودوافع لاجتذاب مزيد من المقاومين الشباب بحيث وصلت إلى عائلات بعض منتسبي الأجهزة الأمنية ، مع إمكانية التوسع.
وخامسها: وفي عيون إسرائيلية، أدت هذه التراكمات والتفاعلات والتداعيات إلى خلق محفزات ودوافع لاجتذاب مزيد من المقاومين الشباب من جهة، وبالتالي التوسع في الوصول إلى مزيد من منتسبي الأجهزة الأمنية وأبنائهم من جهة ثانية.
وسادسها: ختاما، يجدر التنويه إلى أن آراء وتقييمات عدد متزايد من الإسرائيليين (الكتاب والباحثين ومسؤولين سابقين في الأجهزة الأمنية) التقت مع آراء وتقييمات عدد متنام من الكتاب والباحثين والخبراء الفلسطينيين (والعرب الآخرين) بحيث توصلوا معا إلى تقاطعات في الآراء قوامها أنه في حال وقوع انتفاضة فلسطينية جماهيرية واسعة (وهو شرط ضروري ومقرر حاسم فيما نحن بصدده) فإن مجموعات متنامية من منتسبي الأجهزة الأمنية الفلسطينية لن يقبلوا لا بتعاليم وتعليمات أكاديمية الجنرال (دايتون)، ولا بتجارب “قوات سعد حداد” وقوات “أنطوان لحد”، ولن يكونوا “خدما” للمشروع الاحتلالي والعنصري الصهيوني، وبالتالي لن يرفعوا “الأعلام البيضاء” مستسلمين!!! وأختم هنا باقتباس، مطول نسبيا، مما قاله الكاتب والخبير الرصين من عرب 48 والحائز على جائزة “مؤسسة توفيق زياد” (سهيل كيوان) والذي لا يختلف معه عديد الباحثين الإسرائيليين: “وضع الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مواجهة شعبها، سيرتد حتما بالاتجاه المعاكس بأن يصطف أبناء هذه الأجهزة إلى جانب شعبهم ضد الاحتلال. (أما) رهان الاحتلال على تحويل أنظمة الأمن الفلسطينية إلى شبه مرتزقة له، فهو وهم كبير. فمطالب الاحتلال من السلطة تنحصر بلعب دور المرتزقة بصورة التفافية، وهذا ما لن يحدث أبدا، فهناك تراث عميق راسخ لا يستوعبه الاحتلال، وهذا في بنية المجتمع الفلسطيني، في تراثه القومي والديني والعشائري، تراث ينبذ العميل ويجلّله بالعار، بينما يفاخر بالشهيد، ويرفعه إلى درجة القديسين،فهنالك ثقافة مجتمعية راسخة لا تتزعزع، هنالك الإيمان العميق الذي يعني امورا كثيرة ولا يدركها الاحتلال، ولا يستطيع أن يغيّرها برواتب وتطبيبات ولا بقمع، وحدثٌ بسيط واحد قد يقلب الأمور كلها خلال لحظات رأسا على عقب، ويعيدها إلى نصابها الصحيح”.

ــ الراي

اقرأ ايضاً
أخبار عاجلة
فريق الأمن العام لاختراق الضاحية يظفر بالمراكز الاولى في سباق رابطة اللاعبين الدوليين صافرة مصرية لقمة الحسين إربد والفيصلي الاتحاد العربي ينعي فقيد الاعلام الرياضي الليبي والعربي العطية يحقق فوزا مؤكدا في رالي الأردن وجويحان يتوج بلقب "ميرك2" الرواشدة يتوج الفائزين بالنسخة الثالثة من سباق رابطة اللاعبين احتفالاً بالمناسبات الوطنية ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم : جماهير الترجي الرياضي التونسي تبدع اليوم نصرة للقضية الفل... انطلاقة بطولة غرب آسيا للكرة الطائرة الشاطئية الثانية للسيدات والرجال...اليوم سيطرة فرسان الجواد العربي على ألقاب الجولة الأولى من دوري الأردن لرياضة القفز عن الحواجز الشقيقان زيد وتيماء أبو يمن يتأهلان إلى نصف نهائي تصفية غرب آسيا لكرة الطاولة في عهد جلالةالملك.. إنجازات متراكمة لتمكين الشباب والمرأة... د.ثروت المعاقبة "أبو السعود" يُتوج ببرونزية بطولة آسيا للجمباز والخالدي يتأهل إلى النهائي في انجاز تاريخي ... تونس وصيفة التصنيف الدولي للبيزبول و تتزعم الترتيب الأفريقي والعربي "لا يمكن للفيفا أن يواصل غض الطرف عن إبادة الرياضة الفلسطينية" الأمير فيصل بن الحسين يتابع منافسات رالي الأردن ‏الدولي تأهل رباعي المنتخب الوطني لكرة الطاولة إلى أدوار خروج المغلوب من التصفية الأولمبية سباق الجري احتفالاً بعيد الإستقلال واليوبيل الفضي وعيد ميلاد الأميرة هيا بنت الحسين...لرابطة اللاعبي... بطولة العالم لألعاب القوى كوبي 2024 : روعة تونس تتوج بطلة للعالم في دفع الجلة الاتحاد يطلق الهوية البصرية.. ويكشف عن الشعار الجديد للمنتخبات الوطنية الأمير فيصل بن الحسين يرعى حفل افتتاح مقر الاتحاد الأردني للرياضات الإلكترونية المنسي مشرفا على دورة التدريب الدولية بالعراق مراحل رالي الأردن جاهزة لاستقبال التحدي الكبير بين السائقين على ‏اللقب ‏ أكاديمية عالية العساف للفروسية تنظم الحدث الأول من نوعه"عرض ترويض الخيول" أبو السعود وحبيب يتأهلان إلى نهائي بطولة آسيا للجمباز منتخبنا الوطني لكرة الطاولة يفتتح يوم غد مشاركته في التصفية الأولمبية 147 فارسة وفارسة يشاركون في الجولة الأولى من الدوري الأردني لرياضة القفز عن الحواجز لعام 2024 الحسين والفيصلي لا يفارقان الانتصارات.. وصراع الهبوط يزداد اشتعالا العصرية تتوج بلقب بطولة الكرة الطائرة "المرحلة الأساسية العليا للإناث" الاميرتان آية وسارة الفيصل تتابعان مسابقة النشاط البيئي الأثري الثاني … “راهبات الوردية الشميساني ” ... الاتحاد الدولي لالعاب القوى يصنف زيد العواملة بالمركز الاول (اردنياً) الإسباني مونزو مدربا لطائرة مصر في الأولمبياد