كافة الحقوق محفوظة © 2021.
صحيفة الزمان .. قلادة الابداع المؤسسي! … حسين الذكر
بعد أيام قلائل سيحل موعدنا مع 15 – حزيران من كل عام يوم احتفال الصحافة العراقية بعيدها الوطني .. وهو التاريخ المنتقى بعناية فائقة وبشكل مميز ومعبر باعتباره تاريخ صدور العدد الأول لجريدة الزوراء كاول صحيفة ورقية عراقية رسمية بما يمثل عيدا وطنيا للصحفيين العراقيين .. ومع الظروف القاسية التي تمر بها الصحافة الورقية التي بلغت عتبة الموت جراء اخفاق السياسات الحكومية والمهنية والجهات المعنية بذلك مرفق بشح دعم العمل الصحفي الحقيقي – وليس الشكلي – مع غياب التخطيط الاستراتيجي لمنهجية عمل الصحافة والاعلام عامة والورقية منها خاصة ..
في خضم ذلك الظرف القاسي الذي يكاد يكون الصحفي فيه اصبح الحلقة الأضعف في كيان الدولة وبشكل لا يتناسب مع الصحافة في العالم باعتبارها سلطة رابعة تحمل عنوان تاج صاحبة السعادة ..وصلتني دعوة كريمة من قبل الزميل الدكتور احمد عبد المجيد رئيس تحرير جريدة الزمان لحضور حفل تكريم الزميلة الرائدة ندى شوكت بقلادة الابداع الممنوحة من قبل الأستاذ سعد البزاز رئيس مجموعة الاعلام المستقل التي قلدها إياها نيابة عنه الأستاذ عبد المجيد بمقر الصحيفة في بغداد بحفل بسيط لكنه معبر بمعناه ورمزيته وقد حضره عدد من زملاء الرائدة شوكت والعاملين في جريدة الزمان وكذا من رافقوها بمسيرتها المستمرة لخمسة عقود خلت منذ منتصف 1975 وحتى اليوم .. اذ ما زالت تواصل عملها بكل هدوء واتزان وجدية ومهنية عالية .. تحرص فيها كل الحرص على ترصيع العمل الصحفي مهما كان بسيطا بجديتها المهنية باعتباره منشور على صفحات صاحبة السعادة مما يعطيه بعدا وقوة حرصت الزميلة ندى على بلوغها وتثبيتها حد الترسيخ بالقيم الصحفية ..
بعد ان شاد بها رفاقها وزملاء دربها من السيدات والسادة واثنوا على حسن الخلق والسيرة والمسيرة المعطرة … فتح باب المداخلات وإتاحة فرصة للحضور كل يدلي بما عنده .. فقلت :
( هنا لا بدي لي ان اشكر الأستاذ سعد البزاز الذي ارسى قواعد العمل الصحفي واعطاه بعدا مهنيا برمزية متعالية عبر تكريم رواد الصحافة اذ منحت الزميلة المحتفى بها قلادة ذهبية حقيقية مصاغة لهذا الغرض مع مبلغ من المال وشهادة تكريم وتقدير توثيقية وتليق بالمحتفى والمؤسسة .. وذلك ما غاب عن بقية المؤسسات العراقية الرسمية والأهلية الخاصة وحتى الحزبية المسيطرة على المال والسلطة خلال عقدين مضت .. كما اشدت بالزميل الدكتور احمد عبد المجيد الذي كان حريصا وامينا جدا على أداء رسالته المهنية والوطنية قدر المستطاع عبر قيادته لصحيفة الزمان برغم كل الظروف القاهرة التي مر بها العراق … وحرصه الشديد على حضورها المتميز كل حين – برغم خفوت عهد الصحافة الورقية – من خلال حرصه على ملازمة الطابع الرسمي جدا على كيان المؤسسة وعبر نشاطه الدؤوب وحبه المقدس للمهنة واخلاصه للوظيفة وسعيه لعراق ديمقراطي حر متطور ومؤثر في العالم والمحيط العربي .. كما اني اشدت بمسيرة الزميلة ندى بما تحلت به من خلق ومهنية وحيادية وموضوعية ظلت ملازمة لها طوال خمسة عقود مما جعلها جديرة بالتكريم بشكل ازانت به قلادة الابداع وليس العكس .. وقد تفاءلت كثيرا بالحفل والاحتفاء على انه بوابة انبثاق عهد جديد للصحافة قد يشرق قريبا وبعيدا عن مقولة اسدال الستار وحمل نعش الصحافة السائد والمشاع عنه والمثقف اليه ..