كافة الحقوق محفوظة © 2021.
بدران الشقران يكتب.. مدرب لمباراة واحدة.. فقط في الأردن!
في كرة القدم العالمية، يعيش المدرب مع النادي أو المنتخب سنوات وسنوات، أما في كرة القدم الأردنية، فمن الممكن أن يعيش المدرب مع ناديه مباراة واحدة فقط، قبل أن تتم إقالته وتحميله كامل المسؤولية عما يجري من خراب في النادي، والشواهد كثيرة في هذا المجال.
الإدارات ربما تكون السبب الرئيسي في الخراب وتدهور النتائج، ولكن النادي “يهرول” دائما للحلقة الأضعف وهي المدرب لتعليق شماعة الخسارة عليه، وذلك هروبا من المسؤولية، بل إن الجمهور أحيانا يقرر مصير المدرب مع الفريق، بل أحيانا يقرر هوية المدرب القادم، وهي ظاهرة غير صحية تحتاج للمراجعة.. فلا يعقل أن يقود “السوشال ميديا” إدارات الأندية، ويجبرها على اتخاذ قرارات فنية هي أصلا ليست مقتنعة فيها، وإنما تتخذها تحت ضغط الجمهور.
الإدارات يجب أن تعي جيدا، أن جمهورها هو جمهور عاطفي، ولا يتعامل بمنطق مع الأحداث والنتائج والتفاصيل العملية، فالفوز يدفع الجمهور للتغني بالفريق ومدربه الذي يوصف بالبطل والداهية الكروية، أما في حالة الخسارة، فالشتائم تصل إلى حد معيب، ويصبح المدرب لا يفقه في كرة القدم شيئا، رغم أن تاريخه وسيرته التدريبية تضعه في مصاف المدربين المتميزين.
في الفيصلي وقبل كأس السوبر، كان المدير الفني للفيصلي جمال أبو عابد “المدرب الذي لا يقهر” عند جماهير الفريق، وكان القائد والمعلم والسوبر وصاحب الفكر الكروي العالمي، قبل أن تتبدل الأحوال بعد خسارة السوبر، في مشهد يعكس واقعنا الكروي المرير.
نصيحتي لزملائي المدربين، أن يصبروا حتى يأتي فرج الله ، وتعي الجماهير والإدارات أن كرة القدم لا تدار بهذه الطريقة، وأن المدرب إنسان ويتأثر بما يدور حوله من إساءات وشتائم وتجريح، وأن المدرب معرض للخطأ والتعثر، وأن الظروف المحيطة ربما تكون السبب في تراجع النتائج، وأن التخلي عن المدرب الإنسان يجب أن يأتي باحترام وتقدير.. متى نرتقي في التقييم والتعامل؟.
ملاحظة أخيرة للإدارات.. إذا فشل المدرب في قيادة أي فريق لتحقيق الطموحات، وكشفت الأيام عن تواضع مستوى هذا المدرب، يكون الفاشل الحقيقي هو الإدارة التي اختارت مدربا فاشلا من دون تقييم أو تمحيص أو استشارات فنية.
المصدر: الغد