كافة الحقوق محفوظة © 2021.
عماد داود يكتب : د. حسام زّملّط وموجة حب فلسطين التي تعالت مع زيارته للاردن
حسنا فعل د.اسعد عبد الرحمن بمبادرته بتوجيه الدعوة إلى د.حسام زملط (السفير الفلسطيني في لندن-في زيارته الاولى لبلد عربي بعد 7أكتوبر) كمتحدث رئيس في حفل “مؤسسة فلسطين الدولية” لجمع تبرعات لبرامج “المؤسسة” في قطاع غزة، ذلك الحفل الذي نجح نجاحا مبهرا تنظيما ومضمونا، بشهادة كل من حضره، وبالتالي تقديم د.حسام إلى مختلف جنبات المجتمع الأردني، حيث تمت ترتيبات استضافته من نواد وتلفزيون “رؤيا” واسع الإنتشار، ومحافل، وصالونات سياسية، ومدارس ومجموعات نخبوية من المفكرين والسياسيين، الأمر الذي يذكرنا بدأب د.أسعد، وديناميكيته، وكاريزميته، ومهاراته الإستثنائية المشهود له بها في الإستضافات السياسية والثقافية والفكرية لا سيما الشائك منها، الأمر الذي يعيدنا بالذاكرة إلى جهوده الحثيثة وتميزه وألمعيته وسرعة بديهته ولباقته وتعليقاته التي ذهب بعضها مجرى الأمثال أُثناء إدارته لندوات مؤسسة شومان التي رأسها من (1982-1997).
د.حسام سعيد شحادة زملط السياسي والدبلوماسي والأكاديمي الفلسطيني، المولود في مخيم الشابورة للاجئين في محافظة رفح عام 1973، رفح تلك المدينة الفلسطينية الغزية الوادعة التي يهدد نتيناهو ومأفونيه باجتياحها وإحتلالها بكرة وعشيا!والدكتور حسام خريج مدارس الأونروا، فقد والداه بيتهم وأرضهم في عام 1948، وهو من ملايين الفلسطينيين الذين عاشوا وعانوا من حياة الشتات، والذي يعتبر أن: ” لا شئ أكثر سوء للانسان من إجباره على العيش في المنفى»؛ هو من خير من يتحدث عن أحداث ومآلات السابع من أكتوبر، ليس بوصفه رئيسا للبعثة الفلسطينية في المملكة المتحدة منذ أكتوبر2018، ولا بسبب عمله قبلها رئيسا لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) في الولايات المتحدة الأمريكية -الذي أغلق من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولا بصفته عضوا قياديا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)ومستشارا للشؤون الإستراتيجية للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولا بسبب عمله سابقا في مفوضية حركة (فتح) للشؤون الخارجية، قبل خوضه المعترك السياسي، ولا بسبب أكاديميته وأستذته الجامعية في السياسة العامة في جامعة بيرزيت، ولا بسبب كونه باحثا في جامعة هارفارد الأمريكية ومحاضرا في جامعة لندن، ولا بسبب ..إلخ؛ بل بصفته سياسيا حاذقا يعبر عن الموقف السياسي الفلسطيني، و كما وصفه د.أسعد عبد الرحمن: “…بالحاوي الذي يجيد القفز ومراقصة الأفاعي والثعابين، القادر على مسك العصا من المنتصف وملاعبة الحبال..لا بل والسير بين حبات المطر دون أن يبتل..والذي لا ينقصه الشغف..”
د.حسام ينتمي لجيل دبلوماسي فلسطيني شاب يبشر بالخير، ويعيد الألق ويذكرنا بتجارب سياسيين ودبلوماسيين أكفاء، وكان قد انتشر صيته ولمع في لقاءاته التلفزيونية مع محطات غربية بعد أحداث 7أكتوبر.
فهو –كما الشارع الفلسطيني والعربي- اعتبر “حماس”حركة مقاومة فلسطينية، وأن الاعلام التقليدي الغربي كان يستعمل أسلوب التحقيق في المقابلات الصحفية مع الضيوف العرب ولا يتم البحث عن الحقائق، وكأن الصراع العربي الإسرائيلي -وفق أجنداتهم- لم يبدأ إلا بتاريخ 7 اكتوبر، فيما يتناسون ما قبل وما بعد هذا التاريخ من مجازر وتنكيل بالشعب الفلسطيني.نجح أحيانا بأن يلاعب الورق وليس معه “الجوكر “، وأن ينافس الأغيار على طاولة البلياردو الإعلامية، وأن يحشد ويراهن من أجل نقل السردية الفلسطينية مقابل الرواية الصهيونية.
تحية خالصة للدكتور السفير حسام الذي اثارت زيارته للاردن بمبادرة من “مؤسسة فلسطين الدولية” موجة عارمة من حب فلسطين، وهو الذي يعتبر مواقف الأردن التي يقودها الملك واضحة وراسخة وليست جديدة تجاه القضية الفلسطينية، وأن حراك الشارع الأردني النابض الذي تلقى منه جرعة كبيرة ومركزة من الحماسة تكفيه لسنوات على حد وصفه-كما أسر مرارا للدكتور أسعد-.وفي هذا أكبر دليل عملي على أن الأردن وفلسطين يمثلون وحدة حال، وهو الأمر الذي جعله يشعر بالحفاوة الكبيرة بين ظهراني أهله في الأردن، حيث الساحة بكل أطيافها (من شتى الأصول والمنابت) كانت على قلب رجل واحد، وبوصلتها فلسطين.