كافة الحقوق محفوظة © 2021.
فراس الطعامنة ” كورونا أم كذبة نيسان؟”
بقلم فراس بشاره الطعامنة
بيت التراث والفنون
مدرب من مبادره موهبتي
إستيقظت اليوم أحدّق برزنامتي فرأيتها مزيّنة بتاريخٍ مميز ٍ الا و هو 1 نيسان 2020 فبمثل هذا اليوم من كلّ عامٍ تغرَقُ البشريّة بالأكاذيب و الهرتقات ، جزءٌ منها بداعي المزاح و جزء آخر له دواعي مختلفة تماماً …
كنتُ في كل سنةٍ أنتظر أكاذيب و مداعبات الأصدقاء و الأقراب و المعارف و أتشوّق لأرى المقالب التي نوقع بعضنا بها .
في كلّ عام أنتظر أن تنتهي ساعات ذاك اليوم المشؤوم لكي يبدأ يوم جديد بعيد عمّا يسمونه (كذبة نيسان )..
لكنني اليوم و على غير العادة استيقظت و كلّي شغفٌ و حماس مع أنني مدرك أنّه اليوم يصادف كذبة نيسان ، لكنني تمنّيت لو كانت كل هذه الأحوال السّيئة التي نمرّ بها هي بالفعل كذبة و أن مخاوفنا كانت مجرّد إختبارٍ لمدى تحملنا لهذا المزاح الثقيل .
تمنيّت لو أن القَدَر كانَ يدركُ خصوصيّة هذا التاريخ و انعكاساته السّلبية و الضّارة على كلّ فردٍ منّا .
انتظرتكَ أيّها الفيروس اللّعين لتُيقِضَنيمن نومي و تقولَ لي : إستيقظ يا فراس ، إنني أمزحُ معك لا بلّ مع العالمِ كلّه ، كنتُ فقط أريد أن أختبر مدى تحملّكم لمزاحٍ من هذا النوع ، كنتُ أختبرُ مدى قدرةِ الدّول على مواكبةِ هذه الظّروف الإستثنائية ، أختبر مدى حبِّكم لبعضكم و مدى قُربكم من أحبّاءكم و إن كنتم قادرين على تطبيق قوانين و تعاليم قاسية .
تمنيّت لو أن هذا الحوار دار بيننا في الحقيقة لأنني أردتُ أن أردَّ عليهِ ببعضِ كلماتٍ تجيبه على كلِّ أسئلتِه و تفسّر كلَّ إختباراته
أردتُ أن أقول لهُ : أهلا بك يا كورونا ، انتظرتك لمدّةٍ طويلةٍ لكي تزورَني و أتبادل أطراف الحديث معك ، من المؤكّد أنّك كنتَ ضيفاً ثقيلاً علينا و على العالم بأسرِه ، لكن لا تطمئن كثيراً فمرادُك لن يتحقّق في وطني الأردن ، هذا الوطن الحنون المعطاء الذي لم و لن يَبخل علينا بشهداء ، لا أنتَ و لا ألفُ عدوٍّ سيقدِرُ على البقاء ، فنحن كلّنا أردنيين شُرفاء ، نرى الطّيور المحلّقة في السماء ، و نرى جمال مرجان بحر الماء ، لم نستسلم لكَ يا داء ، و كنّا بإتّحادنا لكَ دواء ، نرى دُوَلاً عظمى تنهال بالبكاء بينما نحن شامخين بقيادتنا و بكل اولئك العظماء، أنت و ألف مرضٍ لعينٍ كنتم سُفهاء ، اعتقدتم أننا سنتخلّف و نَنظُر للوراء ، لكن خسِئتم فنحن شجعانٌ و بإيماننا أقوياء .
كورونا ، لا أعلم إن كنتُ سأقول لكَ وداعاً أم الى اللقاء، لكنني متأكد من أننا قيادةً و جيشاً و شعباً سنظلُّ أوفياء، لثرى هذا الوطن و لكل الأبرياء
سنظلّ جَسَداً واحِداً و قلباً واحِداً في السرّاء و في الضرّاء .
كورونا انا عالمٌ بأنكَ ذكيّ و لكن لا تنسى أنّ هناك أناسٌ أقوى من الأذكياء
نعم نحن الأقوى فنحنُ أرنيّون الإنتماء و هاشميّون الوَلاء، لن نَكون لك و لا لغيرك سُجناء، فنحن عِشنا و نعيش و سنموتُ أحراراً محلّقين في السماء ….