كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الرمثا ارتدى ثوب البطل .. ولن يخلعه في الجزيرة
سراب نيوز-صالح الراشد
لمن الدوري؟، سؤال يتردد في أذهاب الجميع، وهل سيكون للرمثا الأقرب نقطياً ومنطقياً أو للوحدات الباحث عن الحلم البعيد؟، فغزلان الشمال يحتاجون إلى نقطة وحيده من لقائهم مع الجزيرة لتتويجهم باللقب، وهو أمر ليس بالصعب في حال استمر الرمثا في نهجه القويم في مرحلة الإياب، فالرمثا في هذا الموسم مختلف عن المواسم السابقة حين كان ينطلق مبكراً ثم يبدأ بالتراجع، حيث جاءت إنطلاقته متأخرة مع بداية مرحلة الإياب، وهو ما ساعدهم على البقاء في القمة لقرب نهاية الموسم عكس السنوات الماضية، وهذا التأخر جاء ليعطي اللاعبين والجمهور والإدارة الدافع المتواصل للظفر باللقب، لذا فإنه قادر على تجاوز الجزيرة على الرغم من زج الفريق في معمعة حرب نفسية لا حاجة للاعبين بها لا من قريب أو بعيد، وكان أصل الأشياء أن تبتعد إدارة الرمثا عن أي عوامل جانبية قد تؤثر على مسيرة الفريق الأبرز في هذا الموسم، واعتقد ان الجهاز الفريق بوجود الخبير النفسي أمين فيليب قادر على معالجة الإختلالات التي قد تؤثر على لاعبي الفريق، بإنتظار اليوم الموعود لجماهير الرمثا الباحثة عن اللقب، وإخراجه من العاصمة لصناعة قطب جديد في الكرة الأردنية.
ما بين الذهاب والإياب
حال متباين بين رمثا الذهاب والإياب رغم أن الفريق حافظ على ثبات آدائه في المرحلتين لكن الارقام تُشير إلى أفضلية في الإياب، فالفريق فاز في الذهاب في “6” مباريات على أندية الجليل “1-0” والحسين اربد “5-1” وسحاب “2-0” والبقعة “2-0” والوحدات “2-1” ومعان “3-2″، وتعادل مع العقبة والسلط وشباب الأردن بذات النتيجة “0-0” ، وخسر أمام الجزيرة “0-1” والفيصلي “1-2″، والبتالي جمع الفريق في هذه المرحلة “21” نقطة، ولم يُفلح لاعبوه في التسجيل في “4” مباريات، وصمدت شباكه في “6” مباريات لتستقبل في المجموع “7” أهداف مقابل “16” هدف، وهذه كانت إشارة واضحة بأن الفريق يملك دفاع قوي وعليه أن يمتد للهجوم لحسم المباريات.
وتحقق الهدف في الإياب حين ارتدى الرمثا ثوب البطل وأصبح الفريق الأكثر رعباً وتماسكاً، بفضل القوة الهجومية والمنعة الدفاعية التي منحت اللاعبين الثقة، ليحقق من أصل “10” مباريات الإنتصار في “8” مباريات على فرق العقبة “2-0″، الوحدات “3-2″، الجليل “1-0″، الحسين اربد “4-1″، سحاب “1-0″، البقعة “1-0″، معان “4-0” وشباب الأردن “4-2″، وتعادل مع فريق السلط “1-1” وخسر أمام الفيصلي “0-2″، ليجمع في هذه المرحلة لغاية الآن “25” نقطة، فيما سجل هجوم الفريق في “9” مباريات وصمدت شباك الفريق عن استقبال الأهداف في “5” مباريات، واستقبلت شباكه “6” أهداف وسجل لاعبوه “21” هدفاً، مسجلاً أفضل إنطلاقه للفريق منذ سنوات طوال.
البحث عن بطل جديد
هذا السجل من النتائج جعل الرمثا الأقرب للقب بل والأقرب لجماهير كرة القدم حتى جماهير القطبين، التي تفضل فوز الرمثا باللقب على أن يحصل عليه الوحدات أو الفيصلي، كون جماهير الكرة ملت وتعبت من تبادل الأدوار بين القطبين في السيطرة على كرة القدم، حيث لم يكسر هذا الإحتكار منذ عام 1985 إلا فريق شباب الاردن مرتين، فيما خرج اللقب من القطبين منذ أربعين عاماً في “5” مناسبات منها مرتين للرمثا ومثلهما لشباب الأردن ومرة واحدة لنادي عمان، وبالتالي فقد اختفت متعة الدوري المحدد البطل مسبقاً، لذا جاء الرمثا ليمنح الدوري تلك المتعة التي يبحث عنها الجميع بتغيير البطل، بل قد يتعدى حلم الجماهير بأن يظهر فريق جديد ينافس الوحدات والفيصلي والرمثا، حتى يتحقق جمال كرة القدم التي تم احتكارها بقوة احتكار النجوم في صفوف الوحدات والفيصلي.
فيليب والزعبي واللحام
بكرة القدم لا يتمكن أي مدرب من بناء فريق قادر على المنافسة على البطولات خلال أشهر معدودة إلا إذا وجد بناء سليم ولاعبين جاهزين، وحتى ننصف الجميع فإن العراقي أمين فيليب دخل على نادي يمتلك مجموعة ضخمة من اللاعبين المبدعين من الشباب والنجوم، وأجاد إستغلال القدرات الفردية لكل منهم في خدمة الفريق حتى صنع الفريق الأكثر إنسجاما في الدوري، لكن وحتى نكون منصفين فإن هناك شركاء في بناء هذا الفريق وبالذات عيسى الترك الذي راهن في السنوات الماضية على حسان الزحراوي ومحمد أبو زريق ، ثم جاء بلال اللحام ومنحهم مع مجموعة من اللاعبين الشباب فرصة الظهور بالبطولات الكبرى، وعندها أضاف فيليب قدراته النفسية الإيجابية في التعامل مع اللاعبين كأيقونات ليشعروا بأهميتهم في الملعب وخارجه ليقدوا أفضل ما لديهم.
المحصلة
دون مجاملات فإن الرمثا يستحق اللقب ويكون العدل بتجاوزه الجزيرة، فيما ستكون كرة القدم ظالمة حد الجنون إن أدارت ظهرها للرمثا وحصلت المعجزة بخسارة الغزلان أمام الجزيرة وفوز المارد على العقبة، وللحق لا أتوقع اي من النتيجتين، فالجزيرة ليس بالفريق القادر على تحديد هوية البطل، فيما الوحدات ليس بالفريق المقنع القادر على الفوز على فريق العقبة الذي يلعب دون ضغوطات نفسية، على عكس الوحدات الذي يتشارك بهذه المعضلة مع الرمثا، كما أن جمهور الرمثا متفائل بمجلس إدارته الحالي على عكس جمهور الوحدات الذي تشائم من التشكيلة الحالية، لذا فإن التوقعات أن يتجه كاس الدوري صوب الشمال لكتابة التاريخ من جديد.